ما تزال دعوتها المجرمة في الأذهان عندما قالت: " كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة " !!
هي
أخطر امرأة في تاريخ الكيان الصهيوني بلا منازع، وواحدة من أكثر رموزه
تطرفاً، يلقبها الغربيون بـ " أم إسرئيل الحديثة " .. هذه " المرأة الرجل "
- كما يلقبها بعض المؤرخين- هي غولدا مائير زعيمة حزب العمل الإسرائيلي،
ورئيسة الحكومة الصهيونية في الفترة من 1969 وحتى 1974.
المولد والنشأة
ولدت
غولدا مائير سنة 1898م في كييف بروسيا من أسرة فقيرة يهودية يعمل عائلها
نجارا، واضطرت الأسرة تحت ضغط الفقر إلى السفر للولايات المتحدة الأميركية
عام 1906 بحثا عن فرص عمل أفضل، وهناك أتمت غولدا دراستها إلى أن تخرجت
مدرسة من معهد المعلمات بـ"ميلواكي" بولاية "ويس كونسن" الأمريكية، وعملت
في التدريس العام بالمدينة نفسها.
صهيونية مبكرة
أثناء
فترة تواجدها بأمريكا انضمت غولدا إلى إحدى الجماعات الصهيونية النشطة،
فقد كانت صهيونية مند صغرها وشبابها، ومن خلال تواجدها في هذه الجماعة
تعرفت على "موريس ميرسون " الذي تقدم لخطبتها، والذي كان من الأعضاء
البارزين في الحركة، ومن المنظِّرين لها، فاشترطت عليه أن يهاجر بها إلى
فلسطين،كانت العلاقة بينهما تكاملية، فهو يسعى إلى التنظير والتقعيد، بينما
هي تسعى إلى إحياء هذه النظريات على أرض الواقع !!
بعد وصولها وزوجها " ميرسون
" إلى فلسطين عام 1921م، انخرطت غولدا في العمل العام، وأصبحت ناشطة
معروفة، يعهد إليها بالأعمال المهمة، بينما زوجها خفتت عنه الأضواء، نظراً
لطبيعته الخاصة، التي لم تجعله يحظى بالحضور الاجتماعي كزوجته .ومع تزايد
المهام وتتابع الأعباء اتسعت الهوة بين الزوجين إلى أن انفصلا عام 1945م
بعد زواج كانت ثمرته ابنا وبنتا طوعت غولدا حياتهما ليسيرا معها في ركاب
دعوتها الصهيونية.
جمع الأموال للعصابات اليهودية
استطاعت
غوالدا مائير جمع خمسين مليون دولار من اليهود المقيمين في أمريكا، وهو
مبلغ ضخم في آنذاك، واشترت بها أسلحة ومعدات حربية للعصابات اليهودية التي
تحارب العرب سنة 1948م، وعندما اندلعت الحرب سافرت إلى الولايات المتحدة
تطلب الدعم العسكري المباشر، ولم تكد تمر على الحرب أيام حتى تغيرت موازين
القوة لصالح إسرائيل بفضل المساعدات الفنية والعسكرية الأميركية.
رئيسة للوزراء:خلفت ليفي
أشكول في رئاسة الوزراء بالكيان الصهيوني سنة 1960م بعد تقلبات عدة في
مناصب مختلفة، واستقالت من الحكومة سنة 1973م عقب هزيمة السادس من أكتوبر،
إذ ذكرت الأخبار أنها كانت تبكي أمام أخبار الهزائم التي حدثت في بداية
المعركة.
مع العنف والوحشية
يقول
عنها "بوعز أبل باوم" الذي أعدَّ دراسة تحمل عنوان " دليل رؤساء حكومات
إسرائيل": "إنه على الرغم من أن غولدا كانت تتصف بالبلاهة في بعض الأحيان ،
وتخلط بين ما هو مسموح وما هو ممنوع ، غير أنها تظل واحدة من ثلاثة رؤساء
وزراء تمتعوا بالكاريزما ، كما بن غوريون وبيغين ، وخطبها السياسية كانت
تجذب المستمعين ، ومعظمها كانت خطبا عدوانية شرسة ، وقد وصفها بن غوريون
بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية" !!
وكانت
تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم بذور شقاء الشعب الإسرائيلي ،
فكانت تقول:" كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على
قيد الحياة".
كانت غولدا مائير تدرك أنَّ هؤلاء الأطفال هم قنابل الغد، ولا سبيل لإفساد مفعول هذه القنابل إلا بمحو هؤلاء الأطفال من الوجود !
و من هنا كانت جولدا مائير
من ألد أعداء السلام مع العرب، و لم يكسرها في حياتها شيء سوى حرب السادس
من أكتوبر المجيدة، و انهيار أسطورة "الجيش الذي لا يقهر " .. و رغم اعتراف
جولدا مائير بانتصار أكتوبر الساحق، و هزيمة الصهاينة النكراء، التي
يجسدها بوضوح نص رسالة الاستغاثة العاجلة التى بعثت بها إلى وزارة الخارجية
الأمريكية فى التاسع من أكتوبر عام 1973، و كانت من كلمتين فقط هما "
أنقذوا إسرائيل ".. رغم ذلك إلا أنها كانت تفضل الموت على ترجمة هذا
الاعتراف - كرئيسة وزراء - على أرض الواقع بقبول وقف إطلاق النار !
وفاتها
انتهت
المعركة وانخفضت معها شعبية غولدا مائير فقدمت استقالتها من رئاسة
الحكومة، وقضت العام الأخير من حياتها (1978) تكتب سيرتها الذاتية.
0 التعليقات: