التاريخ يكتب فصوله بداية من قصة واحدة أو حدث صغير، وقد شهد العالم العديد من حوادث الاغتيال التي كان لها صدى كبير سواء في التاريخ القديم أو الحديث لتشكل الأحداث التالية لها والتي وصلت ذات مرة إلى نشوب حرب عالمية. فإليكم أشهر الاغتيالات السياسية.
الأرشيدوق فرانز فريدناند
لم يأت اغتيال الأرشيدوق فرانز فريدناند وريث
عرش الإمبراطورية الهنغارية في المركز الأول كأهم اغتيال سياسي في التاريخ
من فراغ، حيث أدى اغتياله وزوجته في سراييفو (عاصمة البوسنة والهرسك
حالياً) عام 1914 على يد شخص من جماعة مرتبطة بالجيش الصربي إلى تحميل
الإمبراطورية للحكومة الصربية مسؤولية الواقعة لتعلن الحرب عليها، وهو ما
أدى إلى سلسلة من الأحداث خلال بضع أسابيع جرت كافة القارة الأوروبية إلى
الحرب العالمية الأولى، التي راح ضحيتها 15 مليون إنسان.
إبراهام لينكولن
اغتيل على يد أحد الممثلين من الجنوب
الأميركي الذي انهزم في الحرب الأهلية الأميركية أثناء حضوره عرضاً
مسرحياً، أدى اغتياله إلى معاناة الجنوب على يد الرئيس التالي أندرو
جونسون، ويمكن القول إن خيانة جون ويلكس تسببت في استمرار حالة التشاحن بين
الشمال والجنوب الأميركي لمدة عقد بعد انتهاء الحرب الأهلية خاصة لدى
الجنوبيين الذين استمروا في قمع السود، كما ضرت الجنوب أكثر مما أفادته.
ألكسندر الثاني
رغم إن قيصر روسيا ألكسندر الثاني غير معروف
لدى الكثيرين فإن اغتياله على يد أحد الفوضويين في مارس 1881 غير مسار
الأحداث بـ"روسيا" إلى الأسوأ، حيث كان ألكسندر من الحكام المستنيرين الذين
عملوا على إجراء إصلاحات واسعة في روسيا القيصرية وكان على مقربة من إقامة
أول برلمان روسي قبل مقتله والذي كان من شأنه أن يحول روسيا إلى ديمقراطية
حقيقية، وهو ما لم يحدث حيث قام خليفته باعتماد قبضة حديدية في الحكم ما
نتج عنه 30 عاماً من القمع والفساد لتقوم الثورة البلشفية عام 1917 والتي
أدت إلى ظهور الشيوعية في العالم.
مارتن لوثر كينغ
اغتياله عام 1968 كان له أثر كبير على حركة
الحقوق المدنية بالولايات المتحدة، حيث أدى اغتيال ما كان يعد صوت المنطق
والتحضر إلى فتح الباب للمزيد من قادة مليشيات السود وجعل المجتمع الأسود
أكثر تشدداً وتصاعدت المواجهات وتزايدت الفجوة بين المجتمع الأميركي.
يوليوس قيصر
اغتيال الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عام
44 ق.م من الحوادث الشهيرة التي خلدتها السينما العالمية ليس فقط لارتباطها
بالملكة المصرية كليوباترا، بل وللأحداث الدرامية التي احتوت عليها قصة
صعود يوليوس قيصر من مجرد جنرال بالجيش الروماني إلى حاكم للإمبراطورية
الرومانية قبل أن يقتل على يد أعضاء مجلس الشيوخ في خيانة خلدها التاريخ،
وتلا ذلك حرب أهلية وتقسيم الإمبراطورية الرومانية على قادة الجيش مارك
أنطوني وواكتافيوس اللذين انقلبا ضد بعضهما البعض، خاصة بعد وقوع مارك في
غرام الملكة المصرية كليوباترا، ما قلل من عمر الإمبراطورية الرومانية
كحاكمة للعالم.